أحكام اللقيط في الفقه الإسلامي
الملخص
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آلة وصحبه أجمعين، أما بعد فهذا بحث موجز في أحكام اللقيط في الفقه الإسلامي، تناولت فيه أهم ملامح هذا الجانب المهم من الشريعة الإسلامية، وذلك أن عناية الشرع المطهر بالضعفاء في المجتمع الإسلامي. على وجه العموم واللقطاء والأيتام على وجه الخصوص. عناية كبيرة، وهي بذلك تمثل مظهراً من مظاهر رحمة الإسلام العامة الشاملة كما قال تعالى لرسوله الكريم] وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين [، وجاء رجل إلى النبي م يشكو قسوة قلبه، فقال لهم: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسحه رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك " 121، وعن عياض قال: قال رسول الله: أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال "، ونصوص كثيرة تدل على تأكيد الشرع المطهر لخلق الرحمة في نفوس المسلمين لما لهذا الصفة النبيلة من أثر عظيم على الفرد والمجتمع. وعناية الشريعة الغراء بالأيتام واللقطاء لم تقف عند حث المسلمين على رحمتهم والعطف عليهم والإحسان إليهم، وإنما تجاوزت ذلك إلى سن جملة من الأحكام الفقهية التي تمثل نظاما متكاملا لرعاية اللقطاء في المجتمع المسلم بما يحفظ لهم كرامتهم وحقوقهم المادية والمعنوية، ويدفع عنهم ضرر التعيير والتحقير وضياع الحقوق والمصالح. ومن هنا يأتي هذا البحث الموجز لتسليط الضوء على بعض تلك الأحكام الفقهية التي ذكرها الفقهاء في مصنفاتهم المختلفة مستندين في تقريرها إلى النصوص الشرعية والقواعد الكلية والمقاصد العامة للشريعة المطهرة.