السلوك الإجرامي لدى الاطفال غير شرعيين

الملخص


الأطفال هم زينة الحياة الدنيا، كما أنهم رجال ونساء المستقبل يرزق الله بهم من يشاء ويحرم من يشاء. وقد يمنحهم الأشخاص وفي ظروف سيئة إلى حد ما، فتقتل طفولتهم، فيتم إنجابهم بشكل غير شرعي، أي دون رابط زواج رسمي وهم أطفال غير شرعيين. وهذه الظاهرة، أي ظاهرة الأطفال الغير شرعيين ليست بالحديثة، بل أنها في شيوع وانتشار مستمر ويشكل ملفت للانتباه، وربما ذلك راجع لأسباب عديدة وظروف مختلفة؛ كما أن هذه الظاهرة ذات أبعاد سلبية عديدة أهمها مشكلة الجهل بالنسب وما يليها من عبارات وأوصاف ذميمة ذات أثر سلبي على نفسية ذلك الطفل ما يقوده للإجرام، فيقال له الطفل اللقيط أو ابن الشارع أو ابن الحرام. وتعد الجريمة عنصراً لصيقا بحياة المجتمع، فهي جزء من معادلة الخير والشر التي لازمت الإنسان منذ بدء الخليقة، إذ تعتبر الجريمة ظاهرة اجتماعية عاصرت جميع المجتمعات قديمها وحديثها، المتقدمة منها والنامية، وتأثرت بكافة المعطيات المحيطة بها، بل واختلفت باختلاف العصور في المجتمع الواحد، وقد أدت التغيرات التي مرت بها المجتمعات المختلفة من أحداث اجتماعية وسياسية واقتصادية وتكنولوجية إلى إحداث تغيرات في كم ونوع واتجاه منسوب الجريمة عموماً والجريمة النسائية خصوصاً، فالجريمة تزلزل الأركان الأساسية للمجتمع وتجرح مشاعر الأمان والطمأنينة التي يجب أن يشعر بها الإنسان حتى يتمكن من الاستمرار في الحياة وإعمار الأرض. وباعتبار الجريمة ظاهرة اجتماعية والمجرم هو فرد من أفراد المجتمع أقل ما يقال عن سلوكه أنه لا اجتماعي لأنه يناقض في سلوكه الإجرامي فطرة الله التي فطر الناس عليها من القيم والمثل العليا التي لا يقوم المجتمع الإنساني إلا بها. وباعتبار الإنسان ابن بيئته، فقد سعى ومازال في سعيه الدؤوب لمكافحة الجريمة، إذ حاول تشريح السلوك الإجرامي، فاهتم بالجريمة باعتبارها فعلا يؤدي إلى الإخلال بالنظم والقوانين المراعية في المجتمع، كما اهتم بالإجرام كعلم له أصوله التي تبحث في المسببات والدوافع.. الخ، إلا أن الجريمة ارتبطت تاريخيا في أذهان الناس بالذكور، لشيوع ارتكابهم لمختلف أنواع الجرائم، وفي عصرنا الحاضر، نجد أن الطفل الغير شرعي دخل ميادان الحياة ينافس الرجل فيها، بما في ذلك ميدان الجريمة، فلم يعد الإجرام ظاهرة ذكورية وإنما وللأسف الشديد دخلت الطفولة لعالم الاجرام، وذلك بفعل تضافر عوامل مختلفة أدخلت الطفل الغير الشرعي في أتون الإجرام وأوقعت به في بؤرة الجريمة. وقد نشأ عن هذا الواقع المؤلم مصطلح السلوك الإجرامي لدى الأطفال الغير الشرعيين، الذي هو مصطلح من مصطلحات علم الإجرام، وكانت الغاية منه البحث في ظاهرة السلوك الإجرامي عند الأطفال الغير الشرعيين لمعرفة أسباب تلك الظاهرة، وتشخيص طرق علاجها.



كحلة نادية هميلة حسان | الناشر: جامعة العربي التبسي 83 |
التصنيفات: الصحة النفسية الرعاية


مواد ذات علاقة

حماية اللقيط بين الشريعة والقانون

قال تعالى: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البِرِّ والبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَهُمْ…

اقرأ المزيد

مجهول النسب بين رحمة التشريع الإسلامي والتشريع الوضعي

الحمد لله القائل في محكم تنزيله: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) [الأعراف:١٥٦] والصّلاة والسّلام على سيدنا محمد المبعوث…

اقرأ المزيد

الحماية المقررة للأطفال مجهولي النسب بين الشريعة الاسلامية والتشريع الجزائري

يتناول هذا البحث موضوع من أهم المواضيع المطروحة للدراسة، وهو "الحماية المقررة للأطفال مجهولي النسب", ففي الآونة الأخيرة،…

اقرأ المزيد

عدالة الإسلام في حكم مجهولي النسب

اهتمت الشريعة الإسلامية بمجهول النسب في جميع مراحل حياته، إلا أن اللقيط ظلم من المجتمع ظلماً كثيراً من غير ذنب اقترفه، فاللقيط…

اقرأ المزيد