ورقة عمل للمؤتمر السعودي الأول لرعاية الأيتام
الملخص
إن صور اليتم في المجتمع؛ مكون رئيسي في نسيجه العام منذ أن خلق الله الخلق، لأن النوازل والفواجع تكر كر الليالي والأيام ولا تتوقف، وما يخفف من قسوة الحالة وبشاعة الصورة؛ هو ذلك التكافل الاجتماعي التعاوني، الذي أرست قواعده الشريعة الإسلامية السمحة، فجاء تعزيز الأمر برعاية اليتامى وحفظ حقوقهم المشروعة: وتربيتهم وتهيئتهم للحياة؛ في القرآن الكريم في (23) مرة بلفظ: (اليتم واليتيم واليتيمة والأيتام واليتامى). وتكرر ذكر ذلك في الحديث النبوي الشريف مرات كثيرة. وما دام اليتم بهذه الصورة؛ ومكانته في المجتمع معروفة فهذا المجتمع نفسه؛ يتحمل المسؤولية كاملة؛ بأن يتضامن أبناؤه ويتعاضدوا فيما بينهم، أفرادا وجماعات، حكاما أو محكومين؛ على اتخاذ كافة المواقف الإيجابية التي تكفل رعاية الأيتام، بدافع من شعور وجداني عميق، ينبع من أصل العقيدة الإسلامية، ليعيش اليتيم في كفالة الجماعة، وتعيش الجماعة بمؤازرة هذا اليتيم؛ المنسجم معها في سيرها نحو تحقيق مجتمع أفضل. إن وسائل التكافل الاجتماعي كثيرة، على أن أهمها على الإطلاق؛ هو الإنفاق في وجوه الخير، فالشريعة الإسلامية حثت على هذه الخيرية وحذرت من الشح والبخل، وجعلت في أموال الموسرين والأغنياء حقا معلوم للفقراء واليتامى والمساكين. فالرسول صلى الله عليه وسلم حض على كفالة اليتيم، وأمر بوجوب رعايته، وبشر كفلاء اليتيم؛ أنهم إن أحسنوا إلى اليتامى؛ سيكونون معه في الجنة. عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً) رواه البخاري. ورعاية الأيتام واجبة في الأصل على ذوي الأرحام والأقارب، أما الدولة؛ فإنها لا تلجأ إلى الرعاية إلا عند الحاجة. وقد درج المسلمون منذ عهودهم الأولى؛ على افتتاح الدور لرعاية الأيتام، لتتولى المؤسسات الإسلامية العامة والخاصة تربية الأيتام ورعايتهم والإنفاق عليهم، ومساعدتهم على النمو الطبيعي، والحياة الإيجابية في المجتمع.
مواد ذات علاقة
اتفاقية حقوق الطفل
إن الدول الأطراف في هذه الاتفاقية، إذ ترى أنه وفقا للمبادئ المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة، يشكل الاعتراف بالكرامة المتأصلة…
اقرأ المزيدالمشكلات الاجتماعية والنفسية الناجمة عن اليتم وفقدان الهوية لذوي الظروف الخاصة في دور التربية الاجتماعية بمدينة الرياض
هدفت هذه الدراسة إلى أهم المشكلات الجسدية والانفعالية والاجتماعية، ومشكلات فقد الوالدين على اليتيمات ومجهولات النسب والهوية…
اقرأ المزيدتصور مقترح لتطوير أساليب رعاية الأيتام بالسعودية في ضوء اتجاهات بعض الدول العربية
تتناول العلوم التربوية والاجتماعية دراسة جماعة الأيتام بوصفهم من الفئات الخاصة في المجتمع مما يحتاجون إلى اهتمام تربوي ونفسي…
اقرأ المزيدخصائص أرباب الأسر الحاضنة المتنبئة بأنماط تنشئتهم للأطفال مجهولي النسب في المجتمع الأردني
استهدفت الدراسة تبيان خصائص أرباب الأسر الحاضنة المتنبئة بأنماط تنشئتهم للأطفال مجهولي النسب في المجتمع الأردني، وذلك من…
اقرأ المزيد